بحث حول علم الاجتماع وعلا قته بعلم النفس

المبحث الأول :
علم الاجتماع

المطلب الأول : تعريف علم الاجتماع

المطلب الثاني : مكان علم الاجتماع
بين العلوم الاجتماعية

المطلب الثالث : دور علم الاجتماع

المبحث الثاني
: علم النفس .

المطلب الأول : تعريف علم النفس

المطلب الثاني : ماذا يدرس علم
النفس

المطلب الثالث : أهداف علم النفس

المطلب الرابع : فروع علم النفس المطلب الخامس : مدارس علم النفس

المبحث الثالث :
علم الاجتماع وعلاقته بعلم النفس

المطلب الأول : تأثير الهيئة
الاجتماعية على الأفراد

المطلب الثاني : المذهب النفسي

المطلب الثالث : المذهب
الاجتماعي


مقدمة :

ينتمي علم
النفس إلى العلوم الإنسانية صنف مجموعة العلوم السلوكية والتي تضم علم النفس وعلم الاجتماع
وعلم الأنتروبولوجيا (علم الإنسان)وعلم الاقتصاد والعلوم السياسية والفلسفية وعلم
الشعوب (الأثنولوجيا) وهي علوم تدور دراستها في ومجالاتها حول الإنسان إن أن
موضوعاتها الحيوية هو الإنسان ذاته وهو الذي جمعها في إطار واحد وإن تعددت
تخصصاتها فعلم النفس يعد أحد العلوم التي لها علاقة بمثيلاتها من العلوم الأخرى وأحد هذه العلاقات
علاقة علم النفس مع علم الاجتماع التي سوف نتطرق لها في هذا البحث البسيط

المطلب الأول : تعريف علم الاجتماع

حاول الكثير من العلماء أن يعرفوا هذا العلم ، كل بطريقته الخاصة ، ولا بأس
من أن نستعرض عددا من هذه التعاريف على سبيل الإلمام بوجهات النظر المختلفة ، وعلى
سبيل التعرف على عدد من العلماء الذين ساهموا بنصيب كبير في نشأة هذا العلم وتطوره
، وتتميز أغلب هذه التعاريف بقصرها وسطحيتها مما انقدها الكثير من أهميتها العلمية
ولكنها ومع ذلك تعبر عن وجهات نضر معينة كما نلمس منها مرحلة من مراحل تطور علم الاجتماع
، ومن هؤلاء العلماء الذين اشتهروا بتعاريفهم .

''هنري جيد نجد'' وقد عرف علم الاجتماع
بأنه ''المدرسة العلمية للمجتمع''

''ليسترواره'' وقد عرفه بأنه "علم
المجتمع"

"ادواردوروس" وقد عرفه بأنه "علم الظواهر الاجتماعية"

"روبرت ماكيقر" ويرى أن علم الاجتماع هو العلم الذي يدور حول
العلاقات الاجتماعية
"فيرشيلد" وقد عرفه بأنه " دراسة الإنسان وبيئته الإنسانية
في علاقاتهما بعضهما البعض "

وبهذا نكون قد استعرضنا مجموعة من التعاريف لعدد من العلماء ، إلا أن هذه
التعاريف في مجموعها يمكن اعتبارها متطرفة في سطحيتها وغير علمية وبالتالي إذا أطلقناها
على علم الاجتماع لأنها مما يمكن ن يمتد الى عدد أخر من العلوم وعلى ذلك يمكن ان
نجد خلطا بين علم الاجتماع والعلوم الاجتماعية الأخرى ، وهذا الخلط دعا عدد آخر من
العلماء إلى أن يكون أكثر دقة في تعاريفهم ليجنبوا ذلك القصور الذي وجدة عليه
التعاريف السابقة . من هؤلاء العلماء " وليام اوجبن" وذلك حين نجده في
تقديمه في علم ليرى ( انه العلم الذي يهتم بدراسة الحياة الاجتماعية للإنسان
وعلاقاتها بعوامل أربعة هي : الحضارة والبيئة الطبيعية والوراثة والجماعة ) .

وهذا التعريف وان كان أكثر عمقا من التعاريف الأولى إلا انه لا يعتبر
بالنسبة لعلم الاجتماع تعريفا جامعا لأنه يمكن أن يمتد إلى غيره من العلوم
الاجتماعية ، والتعريف بوضعه هذا يمكن ان ينطبق على علم الجغرافية الاجتماعية كما
يمكن أن يكون تعريفا لعلم الاقتصاد .

ومن التعاريف الأخرى التي يمكن أن نذكرها في هذا المجال أيضا ذلك الذي عرضه
العالم الفرنسي"رنيه ونيه" في أول
محاضرة له في علم الاجتماع في الجزائر في سنة 1920 وذلك حين قال " أطلق الاسم
علم الاجتماع على الدراسة الوصفية المقارنة التفسيرية للمجتمعات الإنسانية حسب ما
تسمح به مشاهدتها في الزمان والمكان "وهذا التعريف ينطبق عليه مما قلناه عن
تعريف "اوجبرن" من ناحية انه أكثر عمقا وشمولا ولكن يعيبه ما يمكن أن
يتدرج تحته من علوم أخرى لا تخرج مهمتها على أن تكون درايته وصفية مقارنة تفسيرية
للتجمعات الإنسانية كالجغرافيا البشرية أو التاريخ مثلا .

ولقد ساهم '' موريس جنزبرج '' في هذا المفهوم المجال بمفهوم لعلم الاجتماع
رأى فيه أنه " دراسة التفاعلات والعلاقات الإنسانية ، ظروفها وأثارها "

سيتمكن العلم من الكشف عنها مستقبلا ، وقد افترضنا على هذا الأساس أن علم الاجتماع
أنما يجتاز حالا المرحلة التي سبق العلوم الطبيعية قبل مرحلة الكشف عن القوانين

المطلب الثاني : مكان علم الاجتماع بين العلوم
الاجتماعية :
إذا أردنا أن نحدد وضع علم الاجتماع بين العلوم الاجتماعية الأخرى وجدنا أن
هذه العلوم الأخرى إذا كانت تتركز في دراستها للظاهرة الاجتماعية على الجانب الذي يهمها ، فإن علم الاجتماع لا
يمكن أن يركز على جانب معين ، أو يهتم بجانب واحد شأنه شأن هذه العلوم ، لأن الجانب الواحد لا يمكن أن يصل به إلى
النتيجة المقصودة ، لأن الظاهرة الاجتماعية
في مظهرها وإن كان لها عدة جوانب إلا أن هذه الجوانب لا تنفصل عن بعضها وتتأثر
ببعضها ، وأن هذا التأثير المتبادل لا بد
أن تكون له صلة بطبيعة الظاهرة نفسها والقوانين أو القواعد التي
تتحكم فيها ، بل إن نفس الشئ يمكن أن يقال عن وضع الظاهرة الاجتماعية في المجتمع
متبادلة التأثير تؤثر في بعضها وتتأثر ببعضها فظاهرة الأسرة مثلا : تؤثر على ظاهرة
أخرى كالدولة وتتأثر بها كما تؤثر على الظواهر الاقتصادية والترفيهية في المجتمع
ونجد بالتالي أن ظاهرة الدولة تؤثر على باقي الظواهر الأخرى ونفس الشيء يقال عن
بقية الظواهر الاجتماعية من ناحية التأثير المتبادل بينهما

ولقد وضح ''كارل مانهايم" هذه النقطة عند تميزه بين علم الاجتماع
والعلوم الاجتماعية الأخرى بقوله أن علم الاجتماع يهدف إلى تنسيق النتائج العامة
التي تصل إليها العلوم الاجتماعية الخاصة )



وذلك باعتبارها متفرعة من أصل واحد وتلتقي عند هدف واحد ذلك لأن كل أجزاء
الحياة الاجتماعية متصلة اتصالا وثيقا ، وجميع الوظائف الاجتماعية متداخلة ،
ويتوقف بعضها على البعض الآخر كما أن أي تغيير يحدث في ناحية من نواحي المجتمع
لابد أن يتردد صداه في نواح أخرى كثيرة وهذا يدعوا إلى عدم إمكان فهمها إلا بتحليلها
ودراسة عناصرها والوقوف على أثارها وكشف القوانين المنظمة لسيرها ودراسة هذا شأنها
لا يمكن أن يختص بها أي من العلوم الاجتماعية الخاصة وأصبحت الحاجة ماسة بذلك إلا
علم الاجتماع لكي يضع تفسيرا للحياة الاجتماعية في جملتها ويضع أسس الدراسة ومناهج
الحث التي تسير عليها العلوم الاجتماعية التي تعتبر فروع منه وينسق بين نتائجها
الهامة وقوانينها التي ترتبط بوحدة المجتمع ومقوماته الأساسية باعتبار أن هذه
العلوم جمعا إنما تعالج مظاهر متعددة لحقيقة واحدة وهي الحقيقة الاجتماعية .

المطلب الثالث : دور علم الاجتماع : عند
"تيماشيف" و "لازار سفيلد"
يلخص لنا " تيماشيف" دور علم الاجتماع كالتالي :
هناك أربع إجابات أساسية على هذا التساؤل ما هو دور علم الاجتماع وعمله
بالنسبة للعلوم الأخرى؟

التي قدمها علماء الاجتماع أن يضطلع بكل المادة التي درستها هذه العلوم
المحدودة ، وأن يستوعبها بحيث يجردها من سبب وجودها ، تصور "سبنسر" علم
الاجتماع أنه علم فوقي لا يلاحظ بنفسه الظواهر الاجتماعية المحدودة ، أما
"جورج ريمل " فقد أصر على على أن موضوع دراسة العلوم الاجتماعية
المحدودة يتمثل في مضمونه الأفعال الإنسانية التي تستهدف غايات معينة فعلم
الاقتصاد يهتم بالأفعال التي تستهدف حل مشكلات مادية كالإنتاج والتوزيع والتبادل والاستهلاك
ويعالج العلم السياسي الأفعال التي تستهدف تحقيق السلطة السياسية وممارستها لكن
"زيمل" كان يعتقد أن أيا من هذه العلوم لا يدرس صورة الأفعال .
المذهب النفسي : هو مذهب الفيلسوف تارد"GOBRIEL
TARD" الذي زعم أن التقليد ظاهرة تشمل جميع الكائنات فالأحوال
النفسية تتمثل من شخص إلى آخر بالتقليد فالفرد يقلد نفسه قبل كل شئ كما في العادة
والذاكرة ثم يقلد غيره الصغير يقلد الكبير والفقير يقلد الغني والضعيف يقلد القوي
وتقليد النائم للمنوم أولى الظواهر الاجتماعية البسيطة من شخص لآخر وهي : البرهان والإقناع
والكشف (كشف عقلي وكشف انفعالي ) وكذا الإيحاء .

المبحث الثاني
علم النفس

المطلب الأول : تعريف علم النفس :
تعريف يوسف مراد : يعرفه بأنه علم الذي يدرس
الإنسان ككائن حي يرغب ، ويمس ، ويدرك ، وينفعل ، ويتذكر ، ويتعلم ويتخل ويفكر
ويعبر ويريد وهو في كل ذلك يتأثر بالمجتمع الذي يعيش فيه ويؤثر .
-
تعريف وود ورث : WOOD
WORTH 1949) ) يعرف على النفس : بأنه علم دراسة نشاطات الفرد في علاقتها
بالبيئة
-
تعريف من : 1956 MUNN : بأنه
العلم الذي يدرس ويهتم عمليات التوافق العامة للكائن في بيئته
-
تعريف هيلجارد : ( 1953 HILGARD
)
-
هو العلم الذي يدرس سلوك الكائن
الحي وخبرته
-
تعريف ستاجنر 1948 : بأنه العلم
الذي يدرس السلوك والخبرة الإنسانية
-
تعرف احمد رايح : يعد تعريفه
تعريفا شاملا لعلم النفس بأنه العلم الذي درس سلوك الإنسان ويحاول تفسيره ويقصد بالسلوك النشاط الحركي الظاهر كالمشي
والكلام والابتسام والأكل والجري والهرب والنشاط الباطن كالتفكير والتخيل والتذكر
والانفعال ويصدر هذا السلوك بمعناه الشامل عند تعامل الإنسان مع بيئته ومحاولة
التكيف معها
-
- السلوك كل ما يصدر عن الفرد من استجابات
مختلفة إزاء مواقف تواجه الفرد ويقصد بالاستجابة كل نشاط اعتبره منبه أو مثير
المطلب الثاني : ماذا يدرس علم النفس :
-
يدرس علم النفس سلوك الإنسان
وتفكيره وكذلك الدوافع والانفعالات والأحاسيس والعواطف والاتجاهات ، ويدرس الذكاء
والتعلم والنسيان والذاكرة والجهاز العصبي ومختلف العمليات العقلية البسيطة
والمعقدة مثل الانتباه والإدراك والتفكير المجرد والعوامل المؤثرة على النشاط
العقلي .

المطلب الثالث: أهداف علم النفس :

يهدف على النفس لدراسة وفهم
السلوك الإنساني والتنبؤ بما سيكون عليه هذا السلوك وضبط السلوك وتوجيهه والتحكم
فيه
يساعد على النفس في دراسة
الكثير من المشكلات الاجتماعية والقومية كدراسة الجريمة والعدوان والصراع
الدولي والتعصب العنصري والقلق الذي يشيع بين الناس
فهم الفرد لنفسه وسلوكه ودوافعه
وفهمه لسلوك الآخرين ودوافعه

دراسة الفروق بين الأفراد و الجماعات
والسلالات في قدراتهم العقلية والفراجية الشخصية
دراسة نمو الأفراد الجسمي
والعقلي والانفعالي والاجتماعي خلال مراحل الحياة
المتعددة منذ المرحلة الجنينية حتى مرحلة الشيخوخة ونهاية العمر

دراسة العلاقات الاجتماعية
والنفسية للأفراد الجماعات والتفاعل خلال المرافق الاجتماعية المختلفة
دراسة المشكلات الميدانية والعلمية في مجالات
التربية والتعليم ومحاولة حلها لتحقيق الأهداف التعليمية والتربوية تشخيص أمراض
النفسية والعقلية وطرق علاجها الإنسانية في المجتمع وهي

الصورة المشتركة بين كل نماذج
الجهود والمحاولات لتكوين الجماعات الإنسانية وانحلالها والمنافسة والصراع ....الخ ...

وحسب " بول لازار سفيلد"
فان السوسيولوجي خلافا للعلوم الاجتماعية الأخرى
ليس موضوع دراسة محدد ودقيق ومهمة السوسيولوجي
الرئيسية هي وضع التكتيك والطرق والأساليب للأبحاث التجريبية التي يمكن
استخدامها في أي علم اجتماعي كالاقتصاد والحقوق وعلم السكان .....الخ ...........

المطلب الرابع :فروع علم النفس :


لقد تطور علم النفس ونما نموا كبيرا وتفرع إلى عدة فروع وفي وقتنا الحاضر
يهتم كل مجال من هذه الفروع في الحياة
النفسية وينقسم إلى 8
1-
الفروع النظرية
2-
الفرع التطبيقية

* أولا النظرية :
إن الفروع النظرية تهدف إلى زيادة معرفتنا لاستكشاف الحقائق والظواهر
النفسية من خلال دراسات تستخدم فيها مقاييس معينة وصولا الى الحقيقة او لصياغة
القانون أو نظرية ومن الفروع النظرية

علم النفس العام
وهو يسعى إلى دراسة الإنسان دراسة عامة لاكتشاف القوانين المبادئ الأساسية
التي نستطيع بموجبها تغير السلوك الصادر عن الفرد تحت تأثير المنبهات الاجتماعية
المختلفة ويعتبر علم النفس العام المرجع الأساسي لمختلف فروع علم النفس

علم النفس الفسيولوجي :PHYSIOLOGICIAL
PHIJCHOLOGY
ويدرس السلوك وعلاقته بالجوانب الفسيولوجية كالجهاز العصبي والجهاز الغددي
وبشكل عام مختلف العمليات العقلية المعرفية والوحدانية أي انه يدرس الأعضاء
والوظائف الخاصة بالإحساس والإدراك والذاكرة والتعلم واستخدام اللغة وكذلك الدوافع
في الانفعالات والوراثة والجهاز العصبي وأثر التغيرات الجسمية والحالات النفسية
والسلوكية .

علم نفس النمو : DEVELOPMENT BSYCHOLOGY
ويدرس علم النفس الارتقائي المراحل التي يمر بها الإنسان منذ لحظة الإخصاب
حتى نهاية العمر ويدرس السلوك كما يتجلى في الوظائف النفسية المختلفة والهدف من
الدراسة الوصول إلى القوانين العامة التي تنضم السلوك .

علم النفس الاجتماعي : SOCIAL
PSYCHOLOGY
ويدرس علم النفس الاجتماعي السلوك الصادرة عن الفرد تحت تأثير المنبهات
الاجتماعية المختلفة ويدرس البيئة النفسية السائدة في كل جماعة ابتداء من الأسرة
والمجتمع والعاملين بالمجتمع والمؤسسة والمدرسة ويهتم بدراسة التفاعل بين الفرد
والآخرين في مختلف المواقف الاجتماعية .

علم نفس الفروق الفردية :
يدرس علم الفروق بين الأفراد كالذكاء والخصائص النفسية والسلوكية وكذلك
الفروق بين الجماعات والسلالات وأثرها في حياة الفرد والمجتمع .

علم النفس الشواذ : UPPORMAL PSYCHOLOGY
ويدرس السلوك الشاذ كالإجرام وأسبابه وكيفية علاجه ويدرس الأمراض النفسية
والعقلية وأسبابها وكيفية علاجها .

علم النفس الحيواني :
ويدرس الحيوان وسلوكه وقدرته على التفكير والتعلم ومدى اختلافه عن الإنسان
وتشابه معه في الذكاء والدوافع .

فروع علم النفس التطبيقية :
ومن فوائد فروع علم النفس التطبيقية الاستفادة من كل ما تتوصل إليه الفروع
النظرية ليتحقق هدفها (التأثير في الواقع ) وتقوم بدراسة متخصصة هدفها الإجابة عن
أسئلة متصلة بالواقع وتعمل على زيادة المعرفة ومن هذه الفروع التطبيقية .

علم النفس التربوي :
وهو يوظف ما توصل إليه علم النفس العام في وظائف التعلم والتذكر والانتباه
والإدراك وتطبيقها في مجال التربية وفي تخطيط الأنشطة التربوية والتعليمية
وتنفيذها بما يتناسى مع خصائص الطفل العقلية والوجدانية .

علم النفس الإكليحذار مرة أخرى من الشتمي :
هو العلم الذي يستفيد من مكتشفات فروع علم النفس النظرية في علاج
الاضطرابات النفسية والعقلية أ أنه يمارس الطب والعلاج بالعيادة النفسية

علم النفس الصناعي :
ويتضمن استخدام علم النفس في مجال العمالة الصناعية وتهيئة الظروف المناسبة
في المصنع وسائر مرافق الإنتاج وجودته وذلك بحد أدنى من الجهد والوقت وبحيث يشعر
بالرضا والطمأنينة وذلك عن طريق رفع مستوى الدافعية لدى عمال والاهتمام بالسلامة
المهنية في المصنع .

علم النفس القضائي :
ويختص علم النفس القضائي بالبعد بكل موقف قضائي بما في ذلك العوامل النفسية
والشعرية واللاشعورية التي تؤثر في سلوك وتفكير جميع الأطراف المعنية بالقضية
كالشاهد والقاضي والمدعي

علم النفس التجاري :
ويدرس علاقة التسويق والدعاية والإعلان والحاجات المستهلك ورغبته والخصائص
النفسانية وجذب المستهلك والترويج للبضاعة لتحقيق أكبر ربح ممكن .

علم النفس العسكري (العربي) :
ويدرس الروح المعنوية للجيش ويستخدم قوانين علم النفس ومبادئه لاختيار
الجندي وتدريبه وحمايته والحرب النفسية التي قد يشنها الخصم .

علم النفس الإرشادي :
هو العلم الذي يعمل لحل مشاكل الناس بأنفسهم وذلك عن طريق مساعدتهم لفهم
المشاكل وفهم أحاسيسهم نحوها وإذا كان الطب النفسي في الأساس على الاضطرابات
النفسية والعقلية الشديدة فإن علم النفس الإرشادي نشأ ليساعد غالبية الناس الذين
يعانون من المشاكل لا تصل إلى تلك الدرجة من الشدة ولا بد من مساعدتهم على حلها وتقديم خدمات ماسة .

فائدة انقسام الفروع النظرية والفروق التطبيقية :
1-
تسهيل عملية البحث والمعرفة عن
الظواهر النفسية .

2-
التعميق في فهم ظاهرة محددة
طوال الحياة .

المطلب الخامس : مدارس علم النفس

المدرسة السلوكية : أسس هذه المدرسة " جون وشطن " وهو
أمريكي الجنسية في مطلع هذا القرن وتشترك هذه المدرسة مع مدارس أخرى مثل المدرسة
الغرضية في رفضها منهج الاستبطان كوسيلة للبحث في السلوك الإنساني وخفي افتقادها
على الاتجاه الو ضيفي في تفسير سلوك الإنسان

المدرسة الغرضية : تنكر هذه المدارس تفسير
السلوك على أسس ميكاحذار مرة أخرى من الشتمية كما تزعم السلوكية . فترى المدارس الغرضية أن الغاية أو
الغرض هو الذي يحدد السلوك ويوجهه . فسلوك الكائن الحي يهدف الى غرض . وقد يكون
هذا الغرض واضحا في دائرة الشعور وقد يكون لا شعوريا ولا يمكن في هذا السلوك
وتفسيره الا في ضوء الغايات والأهداف ومن بين أقطابها .............................

المدرسة الاشتراطية :
يعتبر مؤسس هذه المدرسة العالم الروسي بافلوف الذي نادى أن الكائن الحي
مزود بعد من الاستجابات الفطرية المحددة وان هذه الاستجابات تصدر نتيجة لميزات أو
منبهات خارجية

مدرسة التحليل النفسي :
كان لظهور مدرسة التحليل النفسي
ومؤسسه الطبي النمساوي سيجموند فرويد الذي كان له اتجاهان جديدة في دراسة السلوك
البشري مما كان له اثر الكبير في علم النفس ونظرياتها بل في سائر العلوم
الأخرى

مدرسة تحليل النفسي الجديدة :
عدة مدارس متفرعة عن مدرسة التحليل النفسي الأم ولكن تختلف عنها في بعض طرق
العلاج الاكليحذار مرة أخرى من الشتمي فمدرسة فرويد تعطي أهمية اكبر للغريزة الجنسية وغريزة العدوان
والأمراض النفسية والعقلية في حين أن هذه المدارس تؤكد على دور العوامل الحضارية
والبيئية وأثرها في إصابة افرد بالاضطرابات النفسية

مدرسة الجشتالت :
بدأت هذه المدرسة في الظهور في ألمانيا في حوالي 1912 على يد مجموعة من العلماء
أمثال فريثمر و كوفكا وكملر وكلمة جشتالت بالالمانيا تعني الكل المتكامل الأجزاء
أو النمط الإجمالي

مدرسة تحليل العوامل :
تسعى هذه المدرسة للكشف عن العوامل أو العناصر التي يتكون منها الذكاء
والقدرات العقلية والشخصية وتقوم هذه المدرسة بإجراء البحوث العملية وتطبيق
الأدوات والاختيارات المتقنة ومعالجة النتائج بأساليب إحصائية لاسيما استخدام
التحليل العاملي وقد استخدم هذه الطريقة العالم الانجليزي سبيرمان

المبحث الثالث :

علم الاجتماع وعلاقته
بعلم النفس

المطلب الأول : تأثير الهيئة الاجتماعية على
الأفراد

يعش الإنسان في بيئة تؤثر فيه في كل الجوانب فهو حيوان اجتماعي كما قال
ارسطو فهو لا يعيش وحده و يحتاج إلى الألفة والأنسة بغيره

يولد الإنسان ضعيف عاجز فتزوده الهيئة الاجتماعية بوسائل العيش فهو مدين
لها كما هو هدف الطبيعة بوجوده أن مسالة استقلاله عن الهيئة الاجتماعية مسالة لا
أساس في الواقع حتى أن روبسون كروزي في جزيرته لم يقطع جميع صلاته بالحياة
الاجتماعية بل كانت الحياة معه في عزلته وكذا حي بن يقظان وفي الحق انه أينما يذهب
الإنسان يجد الهيئة الاجتماعية في طريقه لذلك كان بحث علم النفس في الإنسان مسالة
مجردة غير مطابقة بالحقيقة ولكن غيروا ذلك بالبحث في تأثير الاجتماع فيه والحياة
ليست موجود مادي مؤلف من أجسام الأفراد وآرائهم بل هو موجود معنوي مؤلف من الآراء
و الأفكار والاعتقادات والعواطف فهي مجموع ظواهر نفسية مشتركة بين الأفراد

كما الإنسان يتأثر بالهيئة الاجتماعية نذكر منها

تأثير التربية وان الإنسان يولد ضعيف عاجز فتحضر له الحياة ( الهيئة
الاجتماعية ) عن طريق التربية أسباب حفظ بقائه وإذا كان لكل منا موجود إن الأول اجتماعي
والأخر شخصي فأن الموجود الاجتماعي لا يأتي إلا عن طريق التربية فهي وسيلة لأعداد
الطفل للحياة و منها يبلغ الطفل أشده
ومنها تتألف شخصيته وغايتها تكوين إنسان اجتماعي قادر على التأقلم مع البيئة فهيا إتباع
وإبداع معا ان التربية جسمية كانت أو عقلية أو أخلاقيا تستخدم عدة طرق تتناسب مع
شروط الحياة ولما كانت اللغة هي الوسيلة لانتقال الأفكار من شخص إلى آخر كان لها
في طرق تأثير كما قال " ركايم" اللغة ظاهرة اجتماعية ترسم على نفس كل
فرد فك كلمة تدل على معنى وكل معجم فكري يشمل على مقولات العقل وتسبق الأشياء كان
لكل لغة مذهبا في الوجود والعالم تقتضيها
البيئة الاجتماعية

وما ذاك إلا أن الألفاظ ظروف المعاني ولان المعاني تتبدل بتبدل الألفاظ لما
يتغير شكل السائل بتغير شكل الوعاء

تأثير الحياة الاجتماعية في العقل في هذا المجال سنقول إن الإنسان لا
يستطيع إن يتجرد من تأثير البيئة الاجتماعية لان هناك تصورات عامة وأراء مشتركة
بين الناس تؤثر في تفكير فلا يفرق بين الخير والشر أو بين المستحب والمكروه أو بين
الجميل والقبيح أو بين الممكن والمحال إلا في إطار الحياة الاجتماعية وقيل أن هذه
المعاني يختلف باختلاف المجاعات والأجيال والتربية فليس الخير في نظر الإنسان
الاجتماعي كالخير في نظر الإنسان ........وليس الممكن في نظر الطفل كالممكن في نظر
الراشد ولطالما غيرة التربية مفاهيم الجمال والخير والحقيقة

تأثير الحياة الاجتماعية في الأفعال : إن صور أفعالنا تختلف باختلاف الحياة
الاجتماعية حتى لقد اثبت (موس الفي برول ) إن الإنسان الابتدائي مصور في البيئة
الاجتماعية وان بوادر هيجانه وأفعاله مختلفة عن بوادر الإنسان المتمددة ذلك لان
البيئة الاجتماعية تفيده باعتبارات الدين والأخلاق والآداب وهذا جار في كل عصر إلا
أن الإنسان البدائي ورغم ضعف شخصيته عن شخصية الممتدة كان تضيف البيئة عليه اظهر وأقوى
أفعاله

المطلب الثاني : المذهب النفسي : هو المذهب
الفيلسوف تارد (gobriel tard) الذي زعم أن التقليد ظاهرة كلية تشمل جميع
الكائنات فالأحوال النفسية تنتقل من شخص إلى آخر بالتقيد فالفرد يقلد نفسه قبل كل شيء
كما في العادة والذاكرة ثم يقلد غيره والصغير يقلد الكبير والفقير يقلد الغني
والضعيف يقلد القوي وتقليد الأحفاد والأجداد وتقليد النائم للمنوم أولى الظواهر
الاجتماعية البسيطة أو هو كما قيل نقطة الاتصال بين علم النفس وعلم الاجتماع وهناك
وسائل أخرى لانتقال الظواهر النفسية من شخص لآخر
وهي البرهان والإقناع والكشف (كشف عقلي وكشف انفعالي ) وكذا الايحاء .

المطلب الثالث : المذهب الاجتماعي : رأينا في المذهب
النفسي أنه يعلل الظواهر الاجتماعية بالظواهر النفسية ويرى أن انتقال الأحوال
النفسية من شخص لآخر كاف لاشتراك كثير م الناس في صفة واحدة .

ذلك ما سار إليه الاجتماعيون خاصة دور كايم عقد التبؤ موجود اجتماعيا أعلى
من الموجود الفردي ويتمثل هذا الموجود الاجتماعي من اتحاد الأفراد لا تراكمهم
بعضهم فوق بعض ونزيد البحث في هذا الموجود الاجتماعي هل له جوهر عقل مشترك أعلى من
عقول الأفراد وحياة نفسية أغنى من حياتهم

ان الفرد يكسب من وجوده مع الجماعة قوة جديدة تشجعه على الاسترسال في ميوله
لان الجماعة لا تسال عن أفعالها حتى لقد كان المثل اللاتيني " الشيوخ رجال
صالحون إما مجلس الشيوخ فهو بهيمة رديئة " وكذا هو العدوى النفسي وهي نوع من
التأثر المغناطيسي فكل عمل يصدر عن الجماعة فهو معد حتى وقد يدفع الفرد بالتضحية
بمصلحة خاصة من اجل المصلحة العامة وهذا ما يزيد سحر الجماعة في قوتها

ولا تتصور الروح العامة على طريقة بعض الفلاسفة مقارنة للأرواح الفردية
نعتقد إنها مجموع تصورات وأحكام مشتركة فهي موجود خارج الأفراد وقبلهم إلا يزول
بزوالهم فهو ينتقل منهم إلى الأحفاد كما انتقل إليهم من الأجداد


الخاتمة
:
نظرا للترابط القائم بين علم
الاجتماع وعلم النفس إلا أن لكل خصائصه ومميزاته تجعل منه مختصا بذاته في بعض
الأحيان ومن هذا كله نرى ان علم الاجتماع متصل بعلم النفس أي تربطها علاقة تواصل