بعد الرسالة.. رحلة إلى مكة!

بعد الرسالة.. رحلة إلى مكة!


أنجز رجال أعمال سعوديون وعرب وأميركيون، بالتعاون مع مؤسستين سعوديتين أول فيلم وثائقي عن الحج بتقنية IMAX عالية الجودة. وأقام منتجو وممولو فيلم "رحلة إلى مكة" العرض الأول له في مدينة الخبر شرق السعودية.

حيث استضاف مركز سلطان بن عبد العزيز (سايتك)، العرض الأول للفيلم والذي استغرق إنتاجه أربع سنوات بتمويل سعودي وكويتي وإمارتي ومغربي، وبمساهمة تنسيقية ودعم من مكتبة الملك عبد العزيز العامة، ومركز الفيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، بالتنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام السعودية، وتولت عمليات الإنتاج والعمليات الفنية شركة أميركية متخصصة في أفلام IMAX الوثائقية. وبلغت تكلفة الفيلم 80 مليون ريال، الذي أنتج بعدة لغات؛ منها العربية، والانجليزية، والفرنسية، والاسبانية، والأوردو، والروسية والصينية، وستقدم عروض أولية تبدأ من الأسبوع المقبل في كل من أبو ظبي، نيويورك، باريس وجاكرتا

وكشف الأمير تركي الفيصل رئيس مركز الفيصل للبحوث والدراسات الإسلامية عن توجه المركز للمساهمة في فيلم وثائقي، العام المقبل، عن السعودية، مبيناً أنه سيكون بنفس القدرات الإنتاجية التي تم تخصيصها لإنتاج فيلم "رحلة إلى مكة". وقال الأمير تركي الفيصل إن الفيلم الذي تم إنجازه يجيب عن كثير من التساؤلات التي يطرحها غير المسلمين حول شعيرة مهمة من شعائر الدين الإسلامي (شعيرة الحج). وقال إن الفيلم يعد من أفضل الوسائل التي تخاطب عقول الناس ومشاعرهم.

أول فيلم وثائقي عن الحج بتقنية
عالية الجودة

ويتناول الفيلم على مدى 45 دقيقة، أحداث رحلة الرحالة العربي المسلم ابن بطوطة الذي يروي الأحداث التي وقعت خلال هذه الرحلة التي بدأت عام 703 هـ من مسقط رأسه في طنجة بالمغرب العربي إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وتمزج الحقبة التاريخية التي يمثلها ابن بطوطة مع مشاهد حقيقية من موسم الحج عام 2007. ويتناول الفيلم رسالة الحج لدى المسلمين، ودور الحج كأكبر تجمع بشري في إزالة الفوارق بين البشر.

الفيلم تم إنتاجه بتمويل من القطاع الخاص، وكما يقول عبد الرحمن الزامل، أحد ممولي الفيلم، يتطرق الفيلم للجانب النفسي والتصميم لدى المسلمين على أداء الركن الخامس من أركان الإسلام رغم الصعاب والأهوال التي تعترض طريقهم إلى مكة. كما يشرح لغير المسلمين ما يمثله الحج لدى المسلمين من قيمة معنوية كبيرة تجعلهم يتلهفون كل عام للوصول إلى المشاعر المقدسة. كما يشرح لغير المسلم معنى المناسك ودورها القيم في الدين لدى المسلمين مثل الطوافة والوقوف على جبل الرحمة في عرفات ورمي الجمار، تنتقل الصورة فيها بين الماضي البعيد الذي يمثله ابن بطوطة وبين الحاضر، بصوت ابن بطوطة الذي يأخذ صفة الراوي للأحداث، في إشارة إلى ثبات القيم السامية للحج على مر الزمان.
واعتبر الزامل أن الدور الذي سيقوم به فيلم "رحلة إلى مكة"، مشابه للدور الذي قام به "فيلم الرسالة" الذي أنتجه وأخرجه الراحل مصطفى العقاد. وقال الزامل إن فيلم العقاد كان موجهاً لغير المسلمين، وقام بدور عظيم في التعريف برسالة الإسلام، بينما فيلم "رحلة إلى مكة" موجه للمسلمين وغير المسلمين للتعريف بالقيم العظيمة التي يزرعها الحج في النفس. وقال الزامل إن منتجي الفيلم لديهم طلبات لعرض الفيلم في 300 قاعة عرض مخصصة لأفلام IMAX، بأسلوب تجاري، متوقعاً أن يبلغ عدد مشاهدي الفيلم على مدى الخمس سنوات القادمة 20 إلى 30 مليون شخص. وأشاد الزامل بالدور الذي لعبته مكتبة الملك عبد العزيز العامة ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية. من جانبه، قال فيصل بن معمر المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز، إن السعودية بحاجة إلى عشرات الأفلام على غرار فيلم "رحلة إلى مكة"، لشرح وجهة النظر السعودية وتصحيح بعض الأفكار المغلوطة عنها. واعتبر أن الدور الذي ستلعبه هذه الأفلام حيوي، خصوصاً على المدى البعيد. والجمهور الأول لهذه الأفلام هم من طلاب المدارس، حيث يحرص التربويون على نوعية الأفلام الوثائقية التي تعرف الطلاب على الحضارات والثقافات الأخرى.

ونفى بن معمر أن يكون للفيلم دور دعوي، مشدداً على أن الفيلم يقدم شرحاً عن دور الحج وأهميته لدى المسلمين فقط. ويضيف أن عدد الحجاج سنوياً يقترب من 3 ملايين حاج، وهناك ما يزيد عن 10 ملايين معتمر يزورون مكة المكرمة والمدينة المنورة سنوياً. كما أن هناك ملياراً ونصف مليار مسلم يتجهون يومياً خمس مرات إلى مكة، مبيناً أن الفيلم يقدم إجابة عن كل هذه الأرقام. وأشار بن معمر إلى أن منتجي الفيلم لديهم أفكار عن سلسلة من الأفلام الوثائقية عن السعودية، في مواضيع متعددة بينها البيئة وتاريخ السعودية والتغيرات التي حدثت في السعودية. يشارُ إلى أن بطل الفيلم الذي قدم دور ابن بطوطة الفنان المغربي شمس الدين زينون توفيَّ العام الماضي 2008.



"رحلة إلى مكة" مشابه للدور
الذي قام به "فيلم الرسالة"