إيطاليا تحتفل بأحدث فضائحهاكرة
القدم - الدوري الإيطاليجماهير الـ
"أتزوري" تحتفل باندلاع فضيحة تلاعبٍ جديدة قد تعزز حظوظ المنتخب الإيطالي
في المحافظة على لقبه... ومودجي بطلاً من جديد!
Eurosport دبي: خاص (يوروسبورت عربية)
يبدو أن إيطاليا اقتنعت تماماً بأن طريقها الوحيد نحو الظفر بلقب
كأس العالم لا يأتي إلا عبر مرور دوريّها بسلسلة فضائح مدوية.
فبعد اقتناص الـ "آتزوري" لقب مونديالي 1934 و1938 إبان العهد
الفاشي، لم يعرف المنتخب الأزرق طعم الذهب حتى مونديال 1982 الذي هزت فضائح
تلاعب ميلان قبله أوساط كرة القدم الإيطالية، قبل أن ينتظروا 24 عاماً
آخراً ليشهدوا فضيحة الـ "كالتشيوبولي" في 2006 ويتوجوا بعدها باللقب
العالمي.
ومع اقتراب موعد انطلاق أولى مباريات كأس العالم 2010 التي
تستضيفها جنوب أفريقيا، عادت الفضائح لتلتقي بظلالها على الكرة الإيطالية
التي قد لا تشعر بالخيبة بقدر شعورها بالتفاؤل في المحافظة على اللقب الذي
فاز به رجال ليبي قبل 4 أعوام. كيف لا وفضائح التلاعب ومحاباة الحكام أطلت
بوجهها من جديد؟
مودجي "شيطان" إيطاليا؟ وبالعودة إلى 2006، تسببت فضيحة الـ "كالتشيوبولي" في معاقبة 5
أندية ثبت ضلوعها في التأثير على قرارات حكام الـ "كالتشيو" بطريقة غير
شرعية، فكان يوفنتوس أكثر الأندية تضرراً بنزوله إلى دوري الدرجة الثانية
وتجريده من لقبي الدوري اللذين فاز بهما موسمي 2004/2005 و2005/2006، إلى
جانب منع اثنين من ثلاثي إدارته المعروف بالـ "ترايدنت" – لوتشيانو مودجي
وجيراودو - من ممارسة أي نشاط كروي لخمس سنوات.
ومع صدور القرارات التي وصفها رئيس "السيدة العجوز" السابق
لوتشيانو مودجي بالمجحفة، وتوعده طويلاً بالكشف عن حقائق ستدين الجميع
وتثبت أنه كان يدافع عن يوفنتوس ليس إلا - على حد تعبيره -، ظن المتابعون
أن مودجي يهذي هذيان المساجين ويغني على لحن "ياما في الحبس مظاليم"، لكن
العجوز السبعيني أكد أنه يعي تماماً ما يقول عندما هزّ إيطاليا مجدداً قبل
أيام بكشفه عند أدلة تؤكد تورط العديد من رؤساء أندية المقدمة في إيطاليا
بممارسات لا تقل سوءاً عن تلك نزل يوفنتوس بسببها إلى دوري المظاليم للمرة
الأولى في تاريخه، ومُنع مودجي شخصياً من دخول الملاعب أو ممارسة أي نشاطٍ
رياضي لخمس مواسم.
المحامون يطالبون بالمعاملة العادلة إذ كشف محامو مودجي الأسبوع الماضي عن مكالمات هاتفية دارت بين
رئيس انتر ميلان الحالي ماسيمو موراتي وسلفه غاتشنتو فاكيتي مع رئيسي لجنة
الحكام السابقين باولو برغامو وبيارلويجي بايرتو، مؤكدين تورط رئيس ميلان
الحالي ادريانو غالياني، ومدرب روما واودينيزي السابق لوتشيانو سباليتي
بممارسات مشابهة جعلت من رواية الرئيس الأسبق ليوفنتوس أقرب إلى الحقيقة.
وقدم محامو مودجي 75 محادثة مسجلة طالب رئيس انتر ميلان السابق
غاتشنتو فاكيتي في إحداها مسؤولي اختيار الحكام بتعيين الدولي السابق
بيرلويجي كولينا لإدارة إحدى مباريات فريقه، حيث تساءل المحامون عن سبب عدم
أخذ محادثة فاكيتي ومثائلها في إدانة الآخرين، في حين استخدمت محادثات
لموجي من قبل ممثلي الإدعاء الرياضي في "إعدامه رياضياً".
ورد ممثل الادعاء الإيطالي اتيليو اوريتشيو أن الأدلة لم تستخدم
لأنه لم يرى أهميتها، رافضاً الإدلاء بمزيد من التفاصيل، ما دفع القاضية
إلى إعطاء مودجي ومحاميه الضوء الأخضر لإعادة فتح الملف المقفل منذ أربع
سنوات ودراسة استئنافات الأطراف المتضررة، حيث تحدد 20 نيسان/ابريل الجاري
موعداً لجلسة اجتماع أخرى استدعي مدرب تشيلسي الإنكليزي كارلو انشيللوتي
إلى تقديم شاهدته فيها.
وكان انتر ميلان الذي منح لقب الدوري الإيطالي موسم 2005/2006 في
قاعات المحاكم، ادعى أنه عانى أضراراً بالغة لأعوام بسبب ما وصفه بـ "نظام
مودجي"، لكن الأدلة الجديدة دفعت القضاء إلى إعادة التحقيق في الإدعاءات
التي اعتقد الكثيرون بصحتها، وتنبؤ بفصل جديدٍ من فضائح إيطاليا التي وصفها
الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا بـ "جنة كرة القدم".
قد يكون لهذه الفضائح الكثير من الآثار السلبية على الـ "كالتشيو"
وإيطاليا عموماً، لكنها تمثل فأل خير لمنتخب ليبي الذي سيستهل حملة الدفاع
عن لقب كأس العالم بعد أقل من 60 يوماً.