انها غزة ... يا تاريخ!

إنها غزة .. يا تاريخ!

يا تلاميذ غزة لا تبالوا بإذاعاتنا ولا تسمعونا.. اضربوا.. اضربوا بكل قواكم واحزموا أمركم ولا تسألونا. نحن اهل الحساب والجمع والطرح فخوضوا حروبكم واتركونا.. اننا الهاربون فهاتوا حبالكم واشنقونا. نحن موتى لا يملكون ضريحاً، ويتامى لايملكون عيونا قد لزمنا جحورنا وطلبنا منكم ان تقاتلوا التنينا. قد صغرنا امامكم الف قرن وكبرتم خلال شهر قرونا.. ان هذا العصر اليهودي وهم سوف ينهار لو ملكنا اليقينا.. « هذا نزار قباني «..

اما محمود درويش فقد كتب في «حيرة العائد» عن غزة يقول: ليست غزة اجمل المدن، ليس شاطئها اشد زرقة من شواطئ المدن العربية، وليس برتقالها اجمل برتقال على حوض البحر الابيض وليست غزة اغنى المدن، وليست ارقى المدن، وليست اكبر المدن ولكنها تعادل تاريخ امة، لانها اشد قبحاً في عيون الاعداء وفقراً وبؤسا وشراسة، لانها اشدنا قدرة على تعكير مزاج العدو وراحته، لانها كابوسه، لانها برتقال ملغوم واطفال بلا طفولة وشيوخ بلا شيخوخة ونساء بلا رغبات، لانها كذلك فهي اجملنا واصفانا واغنانا واكثرنا جدارة بالحب..

قد ينتصر الاعداء على غزة وقد ينتصر البحر الهائج على جزيرة قد يقطعون كل اشجارها قد يكسرون عظامها قد يزرعون الدبابات في احشاء اطفالها ونسائها وقد يرمونها في البحر او الرمل او الدم ولكنها لن تكرر الاكاذيب ولن تقول للغزاة نعم..

غزة بلد الامام الشافعي(رضي الله عنه) ولد وعاش فيها ومنها جاءت الى الحياة ابنته اسيا. وحين ودع غزة في رحلة التبشير بمذهبه في مصر واليمن وعُمان. ودعها وهو يبكي ويقول وقد تذكرها بعد رحيله...

واني لمشتاق الى ارض غزة وان خانني بعد التفرق كتماني

سقى الله ارضا لو ظفرت بتربها كحلت به من شدة الشوق اجفاني

هي غزة التي قال عنها الرسول (صلى الله عليه وسلم) :»طوبى لمن سكن احدى العروسين غزة وعسقلان».

غزة ماذا يقول المستقبل؟

هل تبقى غزة في الحصار؟ هل تبقى غزة تعيش من الانفاق ... هل يبقى شمشون يمارس في غزة كل يوم شعار «عليّ وعلى اعدائي»... هل تغادر غزة البحر ام ان البحر يغادرها... هل يرميها اعداؤها في البحر فتتحقق امنيتهم ام انها ستخرج من البحر لمحاسبتهم كما حاسبت كل الغزاة ابتداء من الهكسوس ومرورا بالاسكندر المكدوني ووصولا الى اللنبي وهربرت صموئيل ومحتليها من الصهاينة الذين فقدوا فيها ذاكرتهم ولم يبق فيها سوى هروبهم منها...

غزة التي ينعقد اجماع العالم الان على انها مظلومة ومكبلة كيف ستكون حين تسطع عليها شمس الحرية.. اي نموذج سينهض فيها؟

من الذي يحرر من.. هل يحرر العرب غزة ام ان غزة ستحرر العرب؟ هل سيختبر التاريخ غزة ام ان غزة تُجلس التاريخ الان لتكشف له اوراقها وقد قطعت على نفسها عهدا ان تضع الغزاة الجدد في قائمة الغزاة الذين مرّوا منها مهزومين؟ وهو ما جعل الجنرال اللبني حين دخوله اليها يقول «لقد كانت غزة منذ فجر التاريخ حتى يومنا هذا بوابة الفاتحين... لقد كانت تغريهم لانبساط سهلها ولكنهم لم يكونوا يخرجون منها ويرغبون العودة اليها...

غزة التي قال عنها ابو جهاد الذي احتضنته لاجئا لتصنع منه قائدا « ستكون غزة مقبرة للغزاة ولن تستسلم ابدا ما دام فيها غزي واحد يعشق البحر ويعرف شجر الجمّيز»...

غزة .. من يحاصر من... هل يحاصرها الاسرائيلون ام انها تحاصرهم حين هجموا على من جاءوا لنصرتها عزلا فخرجوا لهم مدججين بكل سلاح... انها رعبهم الذي لن ينتهي يخرج لهم في البر والبحر حتى يرحلوا عنها دون ان يكونوا قادرين على الالتفات خلفهم...

انها غزة التي يبدأ منها تغير المعادلة والتي سيبزغ منها الفجر بعد اشتداد الظلام...

انها غزة التي مازالت تنتظر الحمام الزاجل رغم تأخر انطلاقه لتحمله رسالة الانتصار!!...

» تاريخ الحاسب
» الكالتشو تاريخ عريق
» تاريخ افضل لاعب
» اعرف شخصيتك من تاريخ ميلادك