سيتمكن العلم من الكشف عنها مستقبلا ، وقد افترضنا على هذا الأساس أن علم الاجتماع
أنما يجتاز حالا المرحلة التي سبق العلوم الطبيعية قبل مرحلة الكشف عن القوانين
المطلب الثاني : مكان علم الاجتماع بين العلوم
الاجتماعية :
إذا أردنا أن نحدد وضع علم الاجتماع بين العلوم الاجتماعية الأخرى وجدنا أن
هذه العلوم الأخرى إذا كانت تتركز في دراستها للظاهرة الاجتماعية على الجانب الذي يهمها ، فإن علم الاجتماع لا
يمكن أن يركز على جانب معين ، أو يهتم بجانب واحد شأنه شأن هذه العلوم ، لأن الجانب الواحد لا يمكن أن يصل به إلى
النتيجة المقصودة ، لأن الظاهرة الاجتماعية
في مظهرها وإن كان لها عدة جوانب إلا أن هذه الجوانب لا تنفصل عن بعضها وتتأثر
ببعضها ، وأن هذا التأثير المتبادل لا بد
أن تكون له صلة بطبيعة الظاهرة نفسها والقوانين أو القواعد التي
تتحكم فيها ، بل إن نفس الشئ يمكن أن يقال عن وضع الظاهرة الاجتماعية في المجتمع
متبادلة التأثير تؤثر في بعضها وتتأثر ببعضها فظاهرة الأسرة مثلا : تؤثر على ظاهرة
أخرى كالدولة وتتأثر بها كما تؤثر على الظواهر الاقتصادية والترفيهية في المجتمع
ونجد بالتالي أن ظاهرة الدولة تؤثر على باقي الظواهر الأخرى ونفس الشيء يقال عن
بقية الظواهر الاجتماعية من ناحية التأثير المتبادل بينهما
ولقد وضح ''كارل مانهايم" هذه النقطة عند تميزه بين علم الاجتماع
والعلوم الاجتماعية الأخرى بقوله
أن علم الاجتماع يهدف إلى تنسيق النتائج العامة
التي تصل إليها العلوم الاجتماعية الخاصة )
وذلك باعتبارها متفرعة من أصل واحد وتلتقي عند هدف واحد ذلك لأن كل أجزاء
الحياة الاجتماعية متصلة اتصالا وثيقا ، وجميع الوظائف الاجتماعية متداخلة ،
ويتوقف بعضها على البعض الآخر كما أن أي تغيير يحدث في ناحية من نواحي المجتمع
لابد أن يتردد صداه في نواح أخرى كثيرة وهذا يدعوا إلى عدم إمكان فهمها إلا بتحليلها
ودراسة عناصرها والوقوف على أثارها وكشف القوانين المنظمة لسيرها ودراسة هذا شأنها
لا يمكن أن يختص بها أي من العلوم الاجتماعية الخاصة وأصبحت الحاجة ماسة بذلك إلا
علم الاجتماع لكي يضع تفسيرا للحياة الاجتماعية في جملتها ويضع أسس الدراسة ومناهج
الحث التي تسير عليها العلوم الاجتماعية التي تعتبر فروع منه وينسق بين نتائجها
الهامة وقوانينها التي ترتبط بوحدة المجتمع ومقوماته الأساسية باعتبار أن هذه
العلوم جمعا إنما تعالج مظاهر متعددة لحقيقة واحدة وهي الحقيقة الاجتماعية .
المطلب الثالث : دور علم الاجتماع : عند
"تيماشيف" و "لازار سفيلد"
يلخص لنا " تيماشيف" دور علم الاجتماع كالتالي :
هناك أربع إجابات أساسية على هذا التساؤل ما هو دور علم الاجتماع وعمله
بالنسبة للعلوم الأخرى؟
التي قدمها علماء الاجتماع أن يضطلع بكل المادة التي درستها هذه العلوم
المحدودة ، وأن يستوعبها بحيث يجردها من سبب وجودها ، تصور "سبنسر" علم
الاجتماع أنه علم فوقي لا يلاحظ بنفسه الظواهر الاجتماعية المحدودة ، أما
"جورج ريمل " فقد أصر على على أن موضوع دراسة العلوم الاجتماعية
المحدودة يتمثل في مضمونه الأفعال الإنسانية التي تستهدف غايات معينة فعلم
الاقتصاد يهتم بالأفعال التي تستهدف حل مشكلات مادية كالإنتاج والتوزيع والتبادل والاستهلاك
ويعالج العلم السياسي الأفعال التي تستهدف تحقيق السلطة السياسية وممارستها لكن
"زيمل" كان يعتقد أن أيا من هذه العلوم لا يدرس صورة الأفعال .
المذهب النفسي : هو مذهب الفيلسوف تارد"GOBRIEL
TARD" الذي زعم أن التقليد ظاهرة تشمل جميع الكائنات فالأحوال
النفسية تتمثل من شخص إلى آخر بالتقليد فالفرد يقلد نفسه قبل كل شئ كما في العادة
والذاكرة ثم يقلد غيره الصغير يقلد الكبير والفقير يقلد الغني والضعيف يقلد القوي
وتقليد النائم للمنوم أولى الظواهر الاجتماعية البسيطة من شخص لآخر وهي : البرهان والإقناع
والكشف (كشف عقلي وكشف انفعالي ) وكذا الإيحاء .
المبحث الثانيعلم النفسالمطلب الأول : تعريف علم النفس :
تعريف يوسف مراد : يعرفه بأنه علم الذي يدرس
الإنسان ككائن حي يرغب ، ويمس ، ويدرك ، وينفعل ، ويتذكر ، ويتعلم ويتخل ويفكر
ويعبر ويريد وهو في كل ذلك يتأثر بالمجتمع الذي يعيش فيه ويؤثر .
-
تعريف وود ورث : WOOD
WORTH 1949) ) يعرف على النفس : بأنه علم دراسة نشاطات الفرد في علاقتها
بالبيئة
-
تعريف من : 1956 MUNN : بأنه
العلم الذي يدرس ويهتم عمليات التوافق العامة للكائن في بيئته
-
تعريف هيلجارد : ( 1953 HILGARD
)
-
هو العلم الذي يدرس سلوك الكائن
الحي وخبرته
-
تعريف ستاجنر 1948 : بأنه العلم
الذي يدرس السلوك والخبرة الإنسانية
-
تعرف احمد رايح : يعد تعريفه
تعريفا شاملا لعلم النفس بأنه العلم الذي درس سلوك الإنسان ويحاول تفسيره ويقصد بالسلوك النشاط الحركي الظاهر كالمشي
والكلام والابتسام والأكل والجري والهرب والنشاط الباطن كالتفكير والتخيل والتذكر
والانفعال ويصدر هذا السلوك بمعناه الشامل عند تعامل الإنسان مع بيئته ومحاولة
التكيف معها
-
- السلوك كل ما يصدر عن الفرد من استجابات
مختلفة إزاء مواقف تواجه الفرد ويقصد بالاستجابة كل نشاط اعتبره منبه أو مثير
المطلب الثاني : ماذا يدرس علم النفس :
-
يدرس علم النفس سلوك الإنسان
وتفكيره وكذلك الدوافع والانفعالات والأحاسيس والعواطف والاتجاهات ، ويدرس الذكاء
والتعلم والنسيان والذاكرة والجهاز العصبي ومختلف العمليات العقلية البسيطة
والمعقدة مثل الانتباه والإدراك والتفكير المجرد والعوامل المؤثرة على النشاط
العقلي .
المطلب الثالث: أهداف علم النفس :
يهدف على النفس لدراسة وفهم
السلوك الإنساني والتنبؤ بما سيكون عليه هذا السلوك وضبط السلوك وتوجيهه والتحكم
فيه
يساعد على النفس في دراسة
الكثير من المشكلات الاجتماعية والقومية كدراسة الجريمة والعدوان والصراع
الدولي والتعصب العنصري والقلق الذي يشيع بين الناس
فهم الفرد لنفسه وسلوكه ودوافعه
وفهمه لسلوك الآخرين ودوافعه
دراسة الفروق بين الأفراد و الجماعات
والسلالات في قدراتهم العقلية والفراجية الشخصية
دراسة نمو الأفراد الجسمي
والعقلي والانفعالي والاجتماعي خلال مراحل الحياة
المتعددة منذ المرحلة الجنينية حتى مرحلة الشيخوخة ونهاية العمر
دراسة العلاقات الاجتماعية
والنفسية للأفراد الجماعات والتفاعل خلال المرافق الاجتماعية المختلفة
دراسة المشكلات الميدانية والعلمية في مجالات
التربية والتعليم ومحاولة حلها لتحقيق الأهداف التعليمية والتربوية تشخيص أمراض
النفسية والعقلية وطرق علاجها الإنسانية في المجتمع وهي